فكرة التّعاطف والإحتواء
mostafa khier elddine
2024-03-19 18:25:10

فكرة التّعاطف والإحتواء.
إنّك إذ تنجذب للألم،تغدق ممّا لديك بوفرة دون دراسة الحالة الّتي أمامك، وكيفيّة الإحتواء الّذي تحتاجه بالكمّ والكيف.
أحيانا يتوجّب عليك فهم الحالة الّتي أمامك حتّى لا تعطيها جرعة عطفٍ غير لازمة أو زائدة قد تسبب هلاك هذا الشّخص ، إذ أنّ حالته تستعدي انتشاله من الغرق لا البكاء على الأطلال أو إحتضانه.
لا يمكنك أن تحتوي وتتعاطف مع جريح نازف بالدّمع فقط، قبل أن تعرف ما وجعه، ومما يشكو فهذا يعدّ تهاون يعدّ محايلة لرفع المسؤوليّة لا أكثر.
أحياناً يا أيّها العزيز نحتاج أن نجري عمليّة جراحيّة في النّفس دون بنج التّخدير، لأنّ المصاب يحتاج لنجدة سريعة، أو لأنّ سهولة نجدته الدّائمة عوّده التّهوّر والوقوع الدّائم.
تجذبنا العبارات الرّنّانة، دون أن نتمعّن بأضرارها، وتوارثنا سطحيّة المصطلحات بالشّعور المستساغ المؤنس ظاهره، لا يا عزيزي بعض القسوة تعاطف واحتواء، فإنّها تحرثك لتنتشل منك كلّ الزّرع المريض والأفكار السّامة، لتعلّمك تفنيد العقل والنّفس وزرعه بما يفيد لتحلّق الرّوح في مدارج الكمال الإنسانيّ.
نعم لا بدّ من حنوّ لكن حينما يغدو النّتاج متكاملاً، حينها يغدو الإحتضان هدّافاً ،وتطيب معه الرّوح وتتخذه دعامة مضافة للحياة .
بقلم فداء ياسين.
#الإتجاه السليم